قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا 8}
سورة الإنسان
  
  · قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨}[الإنسان: ٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  أخبر أنهم إنما أطعموا لوجهه خالصا؛ وذلك لكثرة معرفتهم بثواب ربهم، وإيثارهم لمحبته وطاعته، وبما يعلمون من واجب حقه على عظيم نعمته، فقال تبارك وتعالى: {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا}، وقال: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون}، ونحو هذا في القرآن كثير؛ لما كثرت معرفتهم بواجب حق الله، وعظم ثوابه - أخلصوا له العمل، فأورثهم إخلاص العمل دوام الطاعة، والتلذذ بها.
  وقال في شرح الرسالة الناصحة للإخوان للإمام عبد الله بن حمزة #، في سياق كلام عن زهد أمير المؤمنين علي # وسخائه ما لفظه:
  وأما السخاء فغايته الإيثار على النفس والأهل والولد، وكانت هذه حالة علي #، حتى ذكر الله ذلك في محكم كتابه، في قوله ø: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ٨}، وصرح بإخلاص نيته # وأهل بيته تصريحا، بقوله: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ٩}، وأخبر بخوفهم له في قوله: {إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا