تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فإذا جاءت الصاخة 33}

صفحة 366 - الجزء 3

  {مستبشرة}: متباشرة بما قد رأت من علامات الخير.

  {ووجوه} معناه: وجوه الكفرة. {يومئذ}: تقدم تفسيره. {عليها غبرة ٤٠}، يعني: القتام، يلحق وجوه الكفرة والإظلام.

  {ترهقها قترة ٤١}: تلحقها وتعلوها قترة، والقترة فهي: الغبرة المقترة، المهلكة الكريهة، وهذا: جرم ما يكون من الكسوف على الوجوه، والظلمة.

  ثم بين، فقال: {أولئك هم الكفرة الفجرة ٤٢}، {الكفرة} فهم: الكافرون لأنعم الله، والجاحدون لربوبيته أيضا؛ لأن الكفر كفران: كفر نعمة، وكفر جحدان؛ وكل أولئك صائر إلى سخط في عذاب أليم. {الفجرة} معناه: الفجرة في الدين، وأهل الإطراح لحقوق رب العالمين، والافتتان فيما لا يحل لهم [من] محارم خالق الخلق أجمعين. وقد يكون الفجور: الارتكاب لأكبر الشرور، من الفسق وأخبث الأخباث، من الإتيان للذكران والإناث، مما لم يأمر الله به، ولم يسوغه في قرآنه ولم يثبته.

  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  قال أبو عبد الله، محمد بن القاسم بن إبراهيم $:

  قوله ø: {عبس وتولى ١}: معنى {عبس} فهو: قطب وجهه، و {تولى} فهو: أعرض وتكبر، وقد يقال: العبوس والإعراض والتكبر - القلة منه والكبر فقد يختلفان، فما قل منه فصغير، وما كبر منه فكبير.

  وقد قال كثير من هذه العامة؛ بما في أيديهم من الرواية: إن العابس المتولي، المذكور في هذه الآية المتصدي - والتصدي هو: الإقبال والتأني -، لمن استغنى بالجدة والغنى، والمتلهي عن من جاءه يسعى ويخشى - فهو: رسول الله ÷. وزعموا: أن ذلك كله فعل من رسول الله صلى الله عليه وآله