تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين 29}

صفحة 374 - الجزء 3

  والقوة، من أمره بالاستقامة من المطيعين، ولو لم يكن أعطاهم المشيئة، ووهب لهم بكرمه منها ما وهبهم، وأعطاهم من العطية - لما قال: {لمن شاء}، ولكان القول إنما هو: لمن شئت منكم أن يستقيم.

  ثم قال سبحانه: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ٢٩}، خبرا منه تعالى عن: أنهم لا يطيعون من قبل أنفسهم، فيشاءون الطاعة، فيكونوا لها مختارين، إلا أن يشاء الله جبرهم على الاستقامة، فيكونوا عليها مجبورين.

  والحمد لله رب العالمين، وأصدق الصادقين، الذي يقول الحق، ويحب المحقين؛ وصلى الله على جبريل الأمين، ذي القوة عند ذي العرش المكين، وعلى محمد خاتم النبيئين، وأهله الطاهرين؛ ونستغفر الله [خير الغافرين]، ونعوذ به في هذا التفسير وغيره من سخطه وخذلانه، ونستعينه على فهم الحق والصدق بتوفيقه وتسديده وإلهامه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهو رب العرش العظيم.