قوله تعالى: {بل هو قرآن مجيد 21 في لوح محفوظ 22}
  واليوم الموعود فهو: يوم القيامة والحشر، الذي وعد الله به جميع البشر؛ ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، وليجازي كل امرئ من المطيعين والعاصين بما كانوا يعملون.
  {وشاهد ومشهود ٣} فيشبه - والله أعلم - أن يكون الشاهد: من يعاين ويشهد، ويحضر يومئذ من البشر ما كان يوعد به من المجازاة على الخير والشر. والمشهود فيمكن - والله أعلم - أن يكون: ما يعاين ويرى ويشاهد، من صدق الخبر في الجنة والنار، اللتين جاءت فيهما عن الله سبحانه البشرى والنذرى؛ فبشر الله بالجنة في الدنيا عباده المؤمنين، وجاءت النذر والوعيد بالنار وعذابها إلى جميع الكفرة والعاصين.
  وقد يمكن - والله أعلم -، ولا ينكر عند من ينظر ويفهم: أن يكون المشهود هم: المشهود عليهم، الذين أوصلت الأنبياء حجج الله إليهم.
  ويخرج هذا القسم - والله أعلم - عند قوله سبحانه: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ١٠}.
  وأما قوله تبارك وتعالى: {قتل أصحاب الأخدود ٤ النار ذات الوقود ٥ إذ هم عليها قعود ٦ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ٧}، فقد جاء فيما جاء من الأخبار: أن أصحاب الأخدود قوم من الكفار، كانوا عذبوا نفرا من المؤمنين، وفتنوهم بحريق النار؛ والأخدود: فالحفر التي حفرها العصاة الكفرة، فأوقدوا فيها النار ذات الوقود؛ والوقود: فاللهب، وكذلك تسمى كل نار التهبت، والعرب فلا يسمون النار وقودا إلا عند التهابها واضطرامها، وذلك معروف في لسان العرب، عند خواصها وعوامها.
  يقول الله سبحانه: {إذ هم عليها قعود ٦ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ٧}؛ لعظيم ما ركبوا من تحريق المؤمنين؛ وأي أمر أعظم من أن يكون