قوله تعالى: {بل هو قرآن مجيد 21 في لوح محفوظ 22}
  من كفر وأجرم قاعدا على أخدود من وقود النار، يحرق فيها أولياء الله المؤمنين الأبرار؟! فيمهلهم الله سبحانه في حياة الدنيا مدة يسيرة، ويستدرجهم فيؤخرهم أياما قصيرة، ثم يعاقبهم بما فعلوا بالمؤمنين أشد العقوبة في الآخرة، فيدخلهم نار جهنم خالدين فيها أبدا، ويحرقهم بحريق جهنم تحريقا دائما سرمدا بقدرته سبحانه عليهم.
  ولما أعد الله لهم من العذاب في الآخرة الذي يخزيهم، ويعطي الله المؤمنين من جزيل مثوبته، والفوز الدائم، والخلد في نعيم جنته - أكثر مما يتمنون، يقول الله سبحانه: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ٨ الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ٩ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ١٠}، يخبر سبحانه: أن الكفرة الظالمين إنما عذبوا في الأخدود المؤمنين، على غير أمر من الأمور، [ما] نقموا عليهم إلا إيمانهم بالله خالقهم وبارئهم.
  يقول الله سبحانه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ١١}؛ تسلية لعباده المؤمنين، عما يلقون من المحن من العصاة الكافرين، وبشرى منه سبحانه لهم بالثواب الكريم، وما يصيرون إليه من النعيم، الخالد الدائم الثابت المقيم.
  ثم قال الله تبارك وتعالى: {إن بطش ربك لشديد ١٢ إنه هو يبدئ ويعيد ١٣ وهو الغفور الودود ١٤ ذو العرش المجيد ١٥ فعال لما يريد ١٦}، يخبر تبارك وتعالى: أنه سيبطش البطش الشديد بأعداء عباده المؤمنين، وأنه سينتقم لهم منهم أعظم النقمة بالعذاب الدائم الأليم.
  ثم دل سبحانه على قدرته عليهم: بأنه الله ربهم، ومعيدهم وبارئهم.
  ثم أخبر تبارك وتعالى بأنه الغفور الودود؛ وكذلك ربنا وسيدنا ومولانا في