تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {بل هو قرآن مجيد 21 في لوح محفوظ 22}

صفحة 395 - الجزء 3

  عفوه عنا، مع طول غفلتنا، وتغمده إيانا: فالغفور الذي لا يغفر مغفرته غافر، والودود: فالمودة منه والرحمة التي لا يرحمها راحم.

  وهو الله ذو العرش المجيد، والمجيد في لسان العرب: الجواد الماجد، ذو العطايا والإحسان والمحامد؛ وكذلك الله سبحانه: فالمجيد الذي لا يبلغ مجده ماجد، وولي جميع ما بين الأرض والسماء من الخير والعطايا والمحامد.

  وهو الله الفعال لما يريد، كل شيء أراده بمقدرته عليه القدرة التي تفوت كل قدرة، سبحانه لا إله إلا هو خالق الدنيا والآخرة.

  ثم قال تبارك وتعالى: {هل أتاك حديث الجنود ١٧ فرعون وثمود ١٨}، والجنود: الجموع الكثيرة؛ خبرا منه سبحانه عمن أهلك بالمعصية، من هذه الأمم العصاة الكفرة؛ إذ كانوا في العدد أكثر كثرة، وأعظم في دنياهم جدة وقدرة، ممن كان في أيام محمد رسول الله #، من أعدائه الكفرة، فلم تدفع عنهم جنودهم ودنياهم، حين أحل الله سبحانه عقوبته بهم فأفناهم.

  يقول الله سبحانه: {بل الذين كفروا في تكذيب ١٩}، يعني تبارك وتعالى: من كان في أيام محمد من كفرة قريش والعرب - في تكذيب.

  قال الله العليم الحكيم: {والله من ورائهم محيط ٢٠ بل هو قرآن مجيد ٢١}، والمجيد فهو: الممدوح الكريم المحمود.

  {في لوح محفوظ ٢٢}، واللوح هاهنا: مثل من الأمثال، يفهمه من يعقل إن شاء الله تعالى من أولي الألباب، وإنما أراد الله بذلك - والله أعلم -: أن القرآن محفوظ ثابت كحفظ ما في اللوح من أن يزاد فيه أو ينقص منه؛ ألا ترى كيف يقول تبارك وتعالى في خبره عنه: {محفوظ}، وما حفظه الله فهو المحفوظ الحفظ الحريز، الممنوع من أن يلم به ضياع بمنع القوي العزيز.

  والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم النبيئين، وعلى أهل بيته