تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة الطارق

صفحة 397 - الجزء 3

سورة الطارق

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  {والسماء والطارق ١}: لما ذكر الله سبحانه من القسم سماءه - فلما فيها من عظيم آياته؛ إذ هي على ما جعلها الله عليه من عجيب الصفات، في العظم والكبر والاستقلال بغير عمد، وما فيها من عظيم الآيات، بما قدر الله فيها وبها من جري النجوم الجاريات، وما جعل الله بها من الحر والبرد، وعلم السنين والحساب والأوقات. و {الطارق} فهو: النجم ذو الذنب، الذي يرى ليلا، ويطرق في الحين الطويل؛ فقد رأيتموه ورأيناه مرة بعد مرة. وإنما قيل له الطارق - والله أعلم -: لأنه لا يرى إلا بالليل، والعرب تسمي ما جاء من الأشياء ورئي ليلا: آتيا وطارقا؛ وهذا النجم يرى في الزمان بعد الزمان، ليلا غربيا ومشرقا. وإنما جعله الله قسما: لعلمه بما فيه من أسرار الآيات.

  يقول الله فيه سبحانه عالم الخفيات: {وما أدراك ما الطارق ٢ النجم الثاقب ٣}، والثاقب فهو: الذي يبين نوره ويثقب؛ وفي مثل هذا من أمر النجم العجب العجيب. وإذا قال الله تعالى في شيء من عجيب آياته وأمره: «وما أدراك ... ثم ما أدراك» - فليعلم من سمع: أن ذلك لعظم المذكور وكبر قدره.

  ومخرج القسم من الله سبحانه بالسماء والطارق في: قوله تعالى: {إن كل نفس لما عليها حافظ ٤}، وتفسير: {إن كل نفس لما عليها حافظ ٤} هو: إن كل نفس لما عليها حافظ يحفظ أعمالها، ويحصي عليها ألفاظها وأقوالها.