سورة الغاشية
سورة الغاشية
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  {هل أتاك حديث الغاشية ١}، والغاشية: الساعة من يوم القيامة، المنتظرة الجاثية، التي تغشى الناس بغتة وهم عنها غافلون، ولا يعلم وقت مجيئها وغشيانها إلا الله رب العالمين. وحديث الغاشية - فيما ذكر الله من أمرها، وإتيانها وخبرها، وما يكون فيها من البعث والحساب، وما أخبر به سبحانه من الثواب والعقاب، ومن حديث الغاشية: ما ذكر الله في هذه السورة.
  قال الله سبحانه وتعالى: {وجوه يومئذ خاشعة ٢ عاملة ناصبة ٣}، وما أخبر فيها عن الوجوه الناعمة، والوجوه يومئذ الخاشعة فهي: الوجوه الذليلة بعصيانها الخاشعة. والعاملة الناصبة فهي: التعبة المكروبة الدائبة، التي قد أعملها كرب العذاب والنار وأتعبها، فهي مشغولة مفدوحة، بعذابها دائبة؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {تصلى نارا حامية ٤}.
  ثم قال تعالى: {تسقى من عين آنية ٥}، وتفسير الآنية هي: النار الحامية؛ فمن أعمل أو أشغل، أو أدأب أو أكرب، أو أنصب ممن أنصبه وأعمله، وشغله كرب العذاب والنار، وما يشرب من العين الآنية، من الماء الحميم الحار.
  ثم قال تبارك وتعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع ٦ لا يسمن ولا يغني من جوع ٧}، والضريع في لسان العرب فهو: اليابس الضارع من الشجر، والضارع في اللسان - فاعلم - من الأشياء فهو: النحيف اليابس الذي ليس