قوله تعالى: {إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم 35}
  فمخرج الآية: يدل على أن الله تعالى اصطفى آل إبراهيم وآل عمران على العموم والكمال، والمعنى: أنه خص بالاصطفاء من آل إبراهيم وآل عمران من يستحق الاصطفاء؛ لقوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}[البقرة: ١٢٤].
  · قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٣٥}[آل عمران: ٣٥]
  قال في مجموع المرتضى #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه في ما يخبر عن امرأة عمران في قولها: {رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم}؟
  قال محمد بن يحيى #: معنى قولها: {إني نذرت لك ما بطني محررا}: إني أسلمت وخلصت ذلك لك، وفي عبادتك، لا أشغله بشيء من خدمتي، ولا أدخله في شيء من أعمالي؛ وذلك أن هذه الكلمة كان يقولها الصالحون وينذرونها: أن يسلموا أولادهم، ويفردوهم لطاعة ربهم، ولا يشغلوهم بشيء من خدمتهم؛ إذ الوالد لا يستغنى عن خدمة ولده وقيامه، فأرادت بذلك: أني أسلمته، وأفردته لعبادتك، ولا أشغله بشيء من أمري؛ فهذا معنى قولها: {إني نذرت لك ما في بطني محررا}.
  وقال في مجموع الإمام القاسم بن علي العياني #:
  وسألت عن: معنى قول الله سبحانه: {إذ قالت امرأت عمران ...} الآية؟
  والجواب: اعلم أن هذا خبر من الله جل اسمه عن امرأة عمران، وما نذرت لله مما في بطنها، وكان مثل ذلك في ذلك الزمان يفعله الصالحون؛ فكان ربما نذر أحدهم أن الله إن رزقه ولدا ذكرا لم يشغله بشيء من شغل الدنيا، ولم يستعنه فيما يستعان الأولاد فيه، ولم يصرف ذلك الولد في شيء من الأشياء إلا في عبادة الله،