قوله تعالى: {ووجدك ضالا فهدى 7 ووجدك عائلا فأغنى 8}
  عليه بنعمه من المؤمنين، ويريد أن يحدث المؤمنون بعضهم بعضا بنعمه عليهم، وإحسانه إليهم؛ ليكونوا بذلك ذاكرين.
  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #:
  {والضحى ١ والليل إذا سجى ٢}
  {والضحى ١}: إضحاء النهار، وشدة ضوئه وظهوره.
  وسجو الليل: فتراكب ظلمته وتكوره، كما قال سبحانه: {يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل}[الزمر: ٥].
  وتأويل: {ما ودعك ربك وما قلى ٣ وللآخرة خير لك من الأولى ٤ ولسوف يعطيك ربك فترضى ٥} - فخبر من الله لرسوله ÷ عن: أنه - وإن لم يعطه ما يعطيه ويكثره أهل الدنيا في دنياه - فما تركه: فمن حسن النظر في ذلك له، لا لبغضه فقلاه - والقالي فهو: الشاني، والشاني فهو: المبغض، وكل ذلك فهو: بغض -؛ ولكنه آثره بكرامته له في آخرته على أولاه.
  وأخبره سبحانه: أن سوف يعطيه من عطايا الآخرة ما يسره ويرضيه.
  ثم ذكره سبحانه بفضله ونعمته، وبما من به عليه من رحمته، فقال تبارك وتعالى: {ألم يجدك يتيما فآوى ٦ ووجدك ضالا فهدى ٧ ووجدك عائلا فأغنى ٨ فأما اليتيم فلا تقهر ٩ وأما السائل فلا تنهر ١٠}، وقد علم الناس أنه قليل من الأيتام من يؤوى.
  {ووجدك عائلا فأغنى ٨}: فأغناه بما لم يستغن به غيره في دنياه.
  {ووجدك ضالا فهدى ٧}: فهداه بما من به عليه من الهدى.
  ثم نهاه تعالى عن: اليتيم أن يقهره، وعن السائل أن ينهره، وأمره من الحديث