تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة العلق

صفحة 451 - الجزء 3

  يصف، وتولى في ذلك عما يعرف، من: أنه ليس له أن ينهى عبدا عن أن يصلي لله؛ ولكن أن يأمر بما هو الهدى عنده من تقوى الله.

  {ألم يعلم} من فعل ذلك {بأن الله يرى ١٤}، فيخاف أن يؤاخذه الله بفعله ويجزى - وتأويل رؤية الله فهو: علم الله بنهي من ينهى، عبدا إذا صلى -؛ فما بالهم ينهون محمدا ÷ وأصحابه عن الصلاة، وعما لم يزل يأمر به من التقوى أهل البر والرشد من الهدى، مع علم من ينهى عن ذلك ويقينه - بأن الله علم بنهيه عن ذلك وغيره.

  فلما أصر الناهي عن ذلك على ظلمه فيه وكفره، مع ما أيقن به من علم الله بأمره فيه كله وأقر - قال سبحانه: {كلا لئن لم ينته} عما هو فيه، وعما أصر من ظلمه عليه {لنسفعا}، وتأويل {لنسفعا} فهو: لنأخذن. {بالناصية ١٥}، والناصية فهي: مقدم الرأس العالية.

  ثم قال سبحانه: {ناصية كاذبة خاطئة ١٦}؛ إذ كانت عما لا يجوز النهي عنه عندها من الصلاة والتقوى لله ناهية، فكذبت قولها في ذلك بفعلها، وأخطأت بنهيها عنه فيه بجهلها، فهي - كما قال الله سبحانه -: {كاذبة خاطئة ١٦}، وهي لله مخالفة في ذلك عاصية.

  يقول الله سبحانه: فإذا أخذنا منه بالناصية {فليدع} إن استجيب له {ناديه}، وناديه فهو: عشيرته وأولياؤه، وأنصاره وجلساؤه، الذين كانوا يجلسون في مقامه، وإليه يجتمعون لمجالسته، ونصرته لديه.

  {سندع الزبانية ١٨}، والزبانية فهم: الملائكة، المطهرة الزاكية، التي يأمرها الله سبحانه بأمره، فتنفذ بكل ما أمرها الله به، مطيعة لله غير عاصية، وآخذة لما أمرها الله سبحانه بأخذه غير وانية، تأخذ بالغلظة والشدة، كل نفس عاتية متمردة، كما قال سبحانه: {عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما