تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة العلق

صفحة 452 - الجزء 3

  أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ٦}⁣[التحريم].

  ثم قال سبحانه لرسوله: {كلا لا تطعه}، يقول سبحانه لرسوله ÷: لا تطع من نهى عن الصلاة والهدى، وعن الأمر - لله - بالتقوى، وكذب فعمل بالكذب؛ {و} لكن {اسجد واقترب ١٩} بكل عمل صالح مقرب لمن فعله إلى الله؛ فليس لهم أن ينهوا عن شيء من ذلك، إذا كان عندهم كذلك، ومن يفعل ذلك أو عمل به - فقد كذب فيه قوله بفعله، وصار إلى ما لا مرية فيه عنده من جهله، وتولى عما كان من الإقرار لله عليه، بتركه لما كان مقرا لله بالحق فيه، فتشهد عليه نفسه لله بكفره، وتثبت عليه في الحجة باعترافه وإقراره، فبان منه الكفر، وانقطع عنه العذر، فلا عذر له عند نفسه ولا اعتذار، ولا خفاء لكفره ولا استتار؛ وكذلك كل من أسلمه الله إلى الباطل وحيرته ولبسه، وحجة الله قائمة عليه في الحق بنفسه، وفي إقراره من ذلك ما يقر: حجة لله عليه فيما ينكر. وسواء قيل: اقترب أو تقرب؛ معناهما واحد في التقرب. والسجود فهو: السجود الذي يكون بعد الركوع، وليس سجود التذلل والخضوع، وكلا الوجهين فقد يدعى سجودا وبرا، إذا كان ممن هو فيه بينا موجودا. وتأويل: {واسجد واقترب ١٩}: فمن السجود والصلاة. وتأويل: {واقترب ١٩}: فمن التقرب مما يقربه من الحسنات. وسواء قيل: اقترب أو تقرب؛ معناهما جميعا: اقترب، وأجد ذلك كله فيما يقال به فيه فصواب.