سورة الفيل
  غير القليل.
  وقال جل اسمه: {ترميهم بحجارة من سجيل ٤}.
  ومعنى: {ترميهم بحجارة من سجيل ٤} هو: ظاهر لا يحتاج إلى تأويل. ومعنى: {سجيل} فهو: الطين المستحجر الصلب الذي ليس فيه لين؛ فهو لشدته لا يقع على شيء إلا هشمه وحطمه.
  وقال جل اسمه: {فجعلهم كعصف مأكول ٥}.
  ومعنى: {فجعلهم كعصف مأكول ٥} فهو: إخبار من الله أنه فعل بهم من العذاب ما عادوا بعده يشبهون بالعصف المأكول، وهو: القصب المقطوع الذي قد أخذت أعاليه، وبقيت أسافله في الأرض قياما على أصولها. ومعنى: {مأكول} هو: بال مدخول.
  وأما خبر هذه السورة، وما ذكر أنها نزلت من أجله: فإنه يروى أن العرب خربت كنيسة كانت يومئذ للحبشة، وكان يومئذ فيهم رجل من العرب من أهل اليمن، يقال له: إبراهيم بن الصباح، وكان يدين دينهم؛ فهو الذي بعثهم، فأرسل الله عليهم الطير؛ وهي فيما يروى: هذه الطير الخفاف التي تسمى الخطاطيف، ويروى: أن الحجارة التي رموا بها كانت من الصغر على غاية؛ فكان الحجر منها تقع على رأس الإنسان فلا يبرح ينحدر، أو تقع على جوفه فتحرقه، حتى لا تبقي في جوفه شيئا من أمعائه ولا غيرها؛ فهذا ما روي من حديث هذه السورة، والله أعلم بحقيقة ذلك.