سورة النصر
  {واستغفره إنه كان توابا ٣}: فأمره بالاستغفار إذ تم ما وعده الله من الإظهار. وتأويل التواب فهو: العواد بالرحمة، وبالنعمة منه بعد النعمة.
  وقد ذكر أن رسول الله ÷، لما أنزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} إليه، وأمر فيها بالاستغفار، ورأى ما رأى من الإظهار - قال #: «نعيت إلي نفسي، وأخبرت بعلامات موتي».
  فصدق في ذلك كله - نصر الله، والفتح من الله - الخبر، حين أتاه من الله الفتح والنصر: فتوفي ÷ ظاهرا منصورا، وقبضه إليه بعد أن جعل ذنبه كله له عنده مغفورا؛ وفي ذلك ما يقول الله سبحانه فيه ~ وآله: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ١ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ٢ وينصرك الله نصرا عزيزا ٣}[الفتح]؛ فنحمد الله على ما خصه في ذلك من نعمائه، ونسأل الله أن يزيده في الدنيا والآخرة من كراماته.