تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك}

صفحة 163 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}⁣[آل عمران: ٥٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي عليه لسلام:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وإذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا

  قال محمد بن يحيى #: قد سئل عن هذه المسألة جدي القاسم ~، فقال: معنى {متوفيك} فهو: متوفيك إلي صحيحا غير مكلوم، {ورافعك إلي} من الأرض التي هي مأوى كل أثيم ظلوم غشوم، فرفعه الله - لا شريك له - كما قال: إلى سمائه غير مقتول، ولا مجروح يجرح⁣(⁣١) في عضو من أعضائه، كما قال الله سبحانه: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه}، ثم قال: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} ممن يدرك عيسى، وقوله: {قبل موته} يقول: قبل موت عيسى ووفاته، وهو صلى الله عليه حي في السماء لم يمت بعد، وهذه خاصة له من الله، لم يدركها قبله ولا بعده أحد، ولا بد بعد طول بقائه من أن يعيش إلى ما وعد الله به غيره من فنائه، كما قال سبحانه: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.


(١) بجرح. ظناً. (جامعه).