قوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 142}
  المعسر، ومرة يفتقر الغني الموسر، وتارة يفرح هذا بما يولد له من الأولاد، وتارة يغتم ويهتم بما يخافه من الضعة والفساد؛ والأيام بين المخلوقين دول - كما ذكر رب العالمين -: بما يبسط لهم من الأرزاق، ويمن به عليهم من السعة والإرفاق؛ لا ما يتوهم الجاهلون، وينسب إلى الله الضالون، من إدالة الله للفاسقين، وتمكنته للفجرة العاصين، والإدالة فهي: نصر وتمكين، والله فلا يمكن إلا لعباده المؤمنين.
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وتلك الأيام نداولها بين الناس}، فقلت: ما معنى ذلك؟
  قال محمد بن يحيى #: قد قيل في ذلك: أنها مداولة بينهم في الملك والغلبة، وقيل: إن الله ø جعل بينهم الدولة، وهذا عندي فقول مدخول، ليس هو بصواب؛ ولكن أقول، والله الموفق: إن معنى قوله سبحانه: {نداولها بين الناس} فهو: إفناء قرون، وإحداث قرون، وأمور بعد أمور؛ ومداولتهم فيها فهو: ما جعل الله لهم من البقاء في مدتها؛ فقوم يموتون، وخلق يحدثون إلى انقطاع الأيام؛ وآخر الآية يشهد على ما قلنا به؛ ليجزي الله سبحانه كلا بفعله، ويعطيه على إحسانه، ويعاقبه على سيئته.
  · قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ١٤٢}[آل عمران: ١٤٢]
  قال في كتاب ينابيع النصيحة:
  معناه: ولما تجاهدوا وتصبروا؛ لأنه لا فرق عند أهل اللغة العربية بين أن يقول: «ولما تجاهدوا وتصبروا»، وبين أن يقول: «ولما يعلم الله منكم الجهاد