قوله تعالى: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}
  والكتاب - رحمك الله - فقد يكون من الله: علم، ويكون إيجابا من الله؛ فـ «كتب» في هذه الآية عليهم إنما هو: علم منهم وفيهم، وليس معنى «كتب» يكون معنى: فرض ووجد فيما ذكر من هذه الآية ومثلها؛ ولكنه خبر عن إحاطة علمه بالأشياء كلها، وقد قال غيرنا بغير ما قلنا به في الآية من جوابك، فأما [ما] يقول به من ليس يعلم، فليس يسع مؤمنا به جواب ولا تكلم.
  وقال في مجموع رسائل الإمام الهادي #، في سياق جواب عن معنى هذه الآية ما لفظه:
  فأما وجه الحق في ذلك، ومعنى قول الله سبحانه: {كتب عليهم}، فهو: علم منهم، لا أنه أكرههم، ولا قضى عليهم؛ ولكن علم من يختار الخروج، ولقاء الأعداء، ومن يقتل عند التنازل واللقاء؛ فعلمه وقع على اختيارهم وخروجهم؛ فخروجهم فعلهم، لا فعله، وقتلهم فعل الكفار، لا قضاؤه، فهم على خروجهم وقتالهم واجتهادهم مأجورون، وعند الله مستشهدون. والفسقة المشركون على قتلهم معاقبون، وعند الله في الآخرة معذبون، فكل نال بفعله من الله ما أوجبه عليه من الثواب والعقاب، والحمد لله رب الأرباب، والمجازي للخلق يوم الحساب.
  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألني: عن قول الله تبارك وتعالى: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}، فقال: ما معنى {كتب}، وما الكتاب؟
  فقلت: الكتاب يكون على ثلاثة معاني، وكلها - والحمد لله - بين مبين، عند من رزقه الله المعرفة بالكتاب والتفسير.
  فمنها: العلم، وهو ما سألت عنه، وما كان في الكتاب مثل قول الله: {ومن