قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا}
  يقولون، وما يقرأون في الصلاة فيفعلون.
  وأما قوله: {ولا جنبا إلا عابري سبيل}، فعابر السبيل: مجيز الطريق من أبناء السبيل الذين قد وقع عليهم اسم السفر، وجاز لهم عند الله ø القصر.
  وقال في مجموع المرتضى بن الهادي @:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}؟
  وقد مضى تفسيرها إليكم.
  وقلت في آخر كلامك: «دليل على أن الله ø قد أجاز شرب الخمر»؟
  ومعاذ الله، ما في هذا دليل على ترخيص في المسكر؛ وكيف يرخص في ذلك، وهو يقول تبارك وتعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}[المائدة: ٩٠]، مع ما نزل فيه من الحد، وشدد فيه الرسول #؟! ولكن السكر الذي نهى الله عن الصلاة فيه: سكر النوم؛ وذلك أن المسلمين كانوا يأتون من أعمالهم، وهم تعبون، فيحضرون الصلاة مع رسول الله ÷، فإذا صلوا المغرب وانتظروا العشاء مالت بهم أعينهم، فإذا نهض النبي ÷ إلى الصلاة قاموا بسنح النوم ووسنه وشدته يصلون؛ فلا يسمعون قراءة، ويختلط عليهم كثير من حدود صلاتهم؛ لغلبة النوم؛ فنهاهم الله ø عن ذلك. ولو كان هذا السكر: سكر الخمر، كما قلت - لكان مطلقا لهم ترك الصلاة؛ لأنه نهاهم ألا يقربوا الصلاة وهم سكارى، فقد أحل الخمر لهم، فإذا كان كذلك فقد جاز لهم ترك الصلاة أبدا حتى يصحوا؛ لأنه أمرهم: لا يقربوها وهم سكارى، فصار تركهم لها عند سكرهم فرضا من الله ø عليهم، بأمره سبحانه لهم بذلك، وإطلاقه لهم، فهم غير معذبين، ولا مأثومين في تركها. والله بريء من ذلك، متعال عنه؛ بل