تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه}

صفحة 228 - الجزء 1

  حظره عليهم، ومنعهم أشد المنع منه، وعذبهم على فعله؛ وإنما السكر الذي نهاهم الله عنه: سكر النوم، وأمرهم عند الصلاة بالتيقظ والانتباه، وإعادة الوضوء؛ فهذا تفسير الآية ومعناها.

  · قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه}⁣[النساء: ٤٦]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه}، فقلت: كيف يحرفون الكلم عن مواضعه، وما معنى تحريفهم له؟

  قال محمد بن يحيى #: هل يكون - يرحمك الله - تحريف هو أشد من تحريفهم لما أنزل الله في التوراة، من ذكر محمد ÷، وما كان فيها من صفته، والأمر بطاعته، والدلالة عليه؛ فحرفوا كلام الله فيه وبدلوه، وغيروه وكتموه؛ فهذا أشد تحريف، وأوضح ما يعرف من الحيف.

  ومن التحريف أيضا: الكذب على المؤمنين، وتغيير كلامهم، وإدخال الفساد في ذلك بالظلم لهم.

  ومن التحريف: ألا يسمعوا شيئا من ذكر الله سبحانه، ولا من كلام نبيه ÷ إلا حرفوه وخرجوه على غير معناه، وأوهموا الناس فيه غير ما أنزله؛ لأن اليهود أشرار الخلق، وأعداهم لله ولرسوله، وأقساهم قلوبا، وأشدهم كفرا وحقدا على المؤمنين؛ لا تخشع قلوبهم لذكر الله، إلا اليسير من الكثير؛ وذلك قول الله سبحانه: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون}⁣[المائدة: ٨٢].