قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك}
  فمن وعد الله من أهل القبلة النار بكبيرة أتاها؛ فإن الله تعالى قال: {إن الله لا يخلف الميعاد}[الرعد: ٣١]، وقال تعالى: {إنه كان وعده مأتيا}[مريم: ٦١]، وقال تعالى: {ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد}[ق: ٢٩].
  فسلهم عن أصحاب الموجبات: هل وعدهم الله تعالى النار عليها أم لا؟ فإن شهدوا أن الله تعالى قد وعدهم النار عليها، فقل: أتشهدون أن الله سبحانه وتعالى سينجز وعده، أم في شك أنتم، لا تدرون: هل ينجز الله وعده أم لا؟
  وسلهم عمن شهد الله عليه والملائكة، فإن الله ø قال: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا}[النساء: ١٦٦]؛ فارضوا بما شهد الله به، واشهدوا عليه ولا ترتابوا، فإن الله جل وعلا قال: {ومن أصدق من الله قيلا}[النساء: ١٢٢].
  فمن حدثكم حديثا بخلاف القرآن فلا تصدقوه واتهموه، وليكن قول الله ø أشفى لقلوبكم من قولهم: إن أصحاب الموجبات في المشيئة؛ قال الله تبارك وتعالى: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذ بكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء}[المائدة: ٨]؛ فمن يشاء أن يغفر له من هؤلاء - يترك اليهودية والنصرانية، وكذلك من شاء أن يغفر له من أهل القبلة - يترك الموجبات لا يعمل بها، فإن عمل بشيء منها ثم تاب إلى الله تعالى قبل أن يموت - فإن الله تعالى قال: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين}[إبراهيم: ٢٧]، فمن مات مؤمنا دخل قبره مؤمنا، وبعثه الله ø يوم القيامة مؤمنا ... (إلى آخر كلامه #)