تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما 54}

صفحة 232 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤}⁣[النساء: ٥٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي @:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما

  قال محمد بن يحيى #: هؤلاء المذكورون في الحسد هم: أهل الكتاب؛ حسدوا محمدا ÷ ما خصه الله به وأعطاه، وحسدوا المؤمنين، ومن تبعه من المسلمين؛ فقال الله سبحانه: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}، فأخبر ø بما آتى الأنبياء، وهذا دليل على أنهم أرادوا النبوة فيهم، وحسدوا رسول الله ÷ ما خصه الله به من الملك، وأنزل عليه من الوحي؛ ألا تسمع كيف يقول: {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ٥٤ فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه}⁣[النساء: ٥٤، ٥٥]، فلم ينتفعوا - إذ كان ذلك في داود وسليمان - حتى صدوا عنه وأبعدوه، وكرهوه ونابذوه، ثم ذكر ذرية إبراهيم، فقال: {ومن ذريته داوود وسليمان}⁣[الأنعام: ٨٤]، وقد كان أعطى داود ملكا عظيما، فاختلفوا عليهما كاختلافهم على محمد ÷، وزعموا أن ملك سليمان كان بالسحر، فلم ينتفعوا بذلك.

  وأما ما قلت: إنهم حسدوا محمدا النساء - فهذا شيء لم يكن؛ ولكن حسدوه في النبوة، وفي الملك الذي آتاه الله إياه.