قوله تعالى: {ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا 81 أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا 82}
  فلأنه أمر ببعضها، وندب إلى بعضها، وهدى إليها، ومكن منها، وزينها، وحببها، ووعد بالثواب على فعلها، وأوعد بالعقاب على ترك ما افترض منها؛ فمن هذا المعنى جاز أن تضاف إليه.
  وقوله تعالى: {وما أصابك من سيئة فمن نفسك}، يريد: ما أصابك بسبب معاصيك فمن نفسك؛ لأن المعاصي فعلك؛ فهي عقاب لك.
  وروي أن هذه الآية لما نزلت قال ÷: «لا يصيب رجلا خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق إلا بذنب؛ وما يعفو الله أكثر»؛ فجرى ذلك مجرى التفسير للآية؛ وكل ذلك يدل على صحة ما قلناه، والله الهادي.
  ومما يدل على ذلك: قوله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا}[الروم: ٤١]؛ فإن قيل: وما تلك العقوبة؟ قلنا: كالقحط، والغلاء، والأمراض، وما ينالهم من المحن والشدائد؛ ولأن المتعارف أن الظلم إذا كثر انقطعت البركات وأسبابها، ويخلي الله بين عباده. ومتى قيل: أيكون ذلك عقوبة، أو محنة؟ قلنا: كلاهما جائز؛ وقد قيل: بالعدل ينبت الله الزرع، ويدر الضرع، وبالظلم يكون القحط، وضيق الرزق، وإمساك المطر.
  · قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ٨١ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}[النساء: ٨١ - ٨٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير