قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما 93}
  فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله}، ومنهم: الذين يدعون ما ليس لهم، ويتأولون بزعمهم: أنهم أئمة، ويعطلون الأحكام، ويهتكون الإسلام، ويخالفون الرحمن، ويجاهرونه بالفسق والعصيان، وهم الذين قال الله فيهم: {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين}، ثم بين أنهم هم بأعيانهم، فقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، وأما قوله: {يلونكم من الكفار} فإنما معناها: بينكم، الذين هم أضر من غيرهم عليكم، ثم كذلك فرض عليكم: أن تقاتلوا الأدنى فالأدنى من العاصين، حتى لا تبقوا على الأرض لي مخالفين، كذلك حروف الصفات، يعاقب بعضها بعضا، فقامت «يلي» مقام «بين»، فكان المعنى: بينكم، فقال: يلونكم، وكل ذلك في العربية سواء، من ذلك قول رب العالمين، فيما حكى من قول فرعون اللعين، حين يقول: {ولأصلبنكم في جذوع النخل}، فقال: {في جذوع النخل}، وإنما معناها: على جذوع النخل، فقامت «في» مقام «على»، وقال الله سبحانه: {وما ذبح على النصب}، وإنما أراد: للنصب، ومن أجلها، فقال: {على}، فقامت مقام اللام؛ وكذلك حروف الصفات كلها يعاقب بعضها بعضا؛ وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  شربن بماء البحر ثم ترفعت ... لدى لجج خضر لهن نئيج
  فقال: «ترفعت لدى لجج»، وإنما أراد: ترفعت على لجج خضر؛ وإنما يصف السحاب، ويذكر أنها ترتفع فوق لجج البحر.
  (السابع): فما حكم الله به، من قتل قطاع طريق المسلمين، المحاربين في ذلك لله وللرسول وللمؤمنين، إذا أخذوا أموالهم وقتلوا فيهم؛ وذلك قول الله ø: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف}.
  (والثامن): فهو قتل من قتل مؤمنا متعمدا؛ ففي حكم الله: أن يقتل به،