قوله تعالى: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم 176}
  وقلت: إني كتبت إليك أن الفرائض بالإتباع للثقات.
  فما كان منها - يرحمك الله - منصوصا في الكتاب مشروحا فقد اجتزينا به عن النظر في غيره، وما كان فيه مجملا يحتاج إلى تفسير فذلك موجود في السنة عن رسول الله صلى الله عليه، والإتباع له فرض من الله ø؛ لقوله: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}[الحشر: ٧]، مع ما قد برأه الله منه سبحانه في كتابه من التكلف، فقال: {إن أتبع إلا ما يوحى إلي}[الأنعام: ٥٠]، وقال في موضع آخر: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}[ص: ٨٦]، فشهد له سبحانه بالبراءة من التكلف، وأنه لا يتبع إلا ما يوحى إليه، ثم قال ø: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول}[التغابن: ١٢]، وقال: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}[النساء: ٨٠]؛ فكل ما جاء به النبي صلى الله عليه فمن الله: أمره به، وإذا صح عنه بسبب، ونقله الثقات تبعناه وعملنا به؛ لأن الله قد أمرنا بذلك أمرا، وحكم به حكما؛ لا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب.
  وفي معنى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}: قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  معناه: ألا تضلوا، وهذا كثير في كلام العرب؛ قال عمرو بن كلثوم:
  فنزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القراء أن تشتمونا
  يريد: أن لا تشتمونا ... (إلى آخر كلامه #).