تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب 2}

صفحة 288 - الجزء 1

  إذا كان قتال فتنة وعصبية وباطل، يأمروا بإحلال هذه الأشهر عن المكافأة بباطل على باطل.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ...} إلى آخر الآية؟

  وقال محمد بن يحيى #: الشعائر فهي: ما تعبد الله به خلقه في الحج، مثل: الصفا، والمروة، والمواقف، والجمار، والبدن؛ فأمرهم الله ألا يبيحوا ذلك، ولا يتركوه، ولا يفرطوا فيه.

  وقد قيل: إنهم في سالف الدهر من بعد إبراهيم يتركون بعض هذه الأشياء، ولا يرون في تركها بأسا، وكان ذلك من فعلهم خطأ؛ فنهاهم الله سبحانه عنه.

  ومن إحلالها أيضا: الإفساد فيها، واستجازة الظلم، والصد عنها.

  والمعنى الأول هو تفسيرها، وقد يلحق في الكلام ما يفرع عليه وجوه المسألة، نريد بذلك إفهام المسترشد، وتبيين الحق، والله ولي التوفيق، والعون والتسديد.

  والهدي والقلائد فهن: الشعائر، والهدي هو: البدن، والقلائد فهو: تقليدها، وإشعارها فهو: شق سنامها، وهو من التعبد الذي أمر الله به فيها. والشهر الحرام فهي: الأشهر الحرم التي ذكر الله ø حين يقول: {منها أربعة حرم}، فأخبر بقول: «الشهر الحرام» عن: ذكر جماعتها؛ إذ كان ذكرها قد تقدم، وشرحها كما قال سبحانه: {ياأيها الإنسان}، فإنما أراد: يا أيها الناس، وقال ø: {الشهر الحرام بالشهر الحرام}⁣[البقرة: ١٩٤]؛ فأجاز لمحمد صلى الله عليه وآله ولأصحابه حين تعدي عليهم في الأشهر الحرم، وغزوا فيها: أن يغزوهم صلى الله عليه وآله فيها. وإنما أراد ø: الأشهر الحرم كلها، لا واحدا منها، واجتزى بقوله: {الشهر