تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون 6}

صفحة 299 - الجزء 1

  الكعبين}، فلما أن قال: {إلى الكعبين} علمنا بتحديده: أنه إنما أراد الغسل، وأنها نصب عطف على غسل الوجه؛ لأن المسح لا يقال فيه: امسح إلى الكعبين، ولا يقال: إلى الكعبين إلا في الغسل فقط.

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}، فقلت: هل يجوز غسل اليدين قبل الوجه، أو يسع ذلك؟

  قال محمد بن يحيى #: معنى {فاغسلوا وجوهكم} فهو: أمر من الله بغسل الوجه عند وضوءه للصلاة، والغسل فهو: الإنقاء للدرن بالماء، ثم قال: {وأيديكم} فأمر سبحانه بغسل اليدين بعد الوجه، ثم قال: {وامسحوا برءوسكم}، فأمر بمسح الرأس مسحا، ولم يأمر بغسله، ثم قال: {وأرجلكم} تقرأ بالنصب عطفا على الوجه واليدين.

  ولا يجوز لأحد أن يقدم مؤخرا ولا يؤخر مقدما، فمن فعل ذلك فقد خالف حكم الله ø، وترك ما أمر به، ولا يجوز لأحد أن يغسل اليدين قبل الوجه، ولا أن يغسل الرجلين قبل مسح الرأس، فمن فعل من ذلك شيئا أعاده، ولو أن رجلا نسي غسل وجهه، حتى غسل يديه، ومسح رأسه، وغسل رجليه - لوجب عليه أن يستأنف الوضوء ويبتديه، ولو أنه غسل وجهه، ونسي المضمضة والاستنشاق - لوجب عليه أن يعيد وضوءه، فيتمضمض ويستنشق، ويغسل وجهه، ثم يده اليمنى، ثم اليسرى، ثم يمسح رأسه وأذنيه، ورقبته وغابته، والغابة فهي: ما تحت اللحية، ثم يغسل رجله اليمنى ويخلل أصابعه، ثم رجله اليسرى، فيفعل كذلك بها، فإن نسي يده اليمنى غسلها، ثم أعاد اليسرى، ثم رأسه، ثم رجليه، وإن نسي اليسرى غسلها، ثم أعاد مسح رأسه، وكذلك إن