تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55}

صفحة 329 - الجزء 1

  وقال في موضع آخر بعد أن ذكر الآية:

  فكان ذلك أمير المؤمنين رحمة الله عليه، دون جميع المسلمين؛ إذ كان المتصدق في صلاته، المؤدي لما يقربه من ربه من زكاته.

  وفي مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  قال محمد بن يحيى #: هذه آية نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~، فيقال: إنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو في منزله، فقال: «لقد نزلت علي آية عجيب أمرها، فانظروا من ذا الذي أدى الزكاة وهو راكع»؛ فإذا بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب # قد جاءته مسكينة، وهو راكع، فسألته المنفعة، فمد يده إليها، فأخذت خاتمه من يده، فوجده معها، تقلبه في يدها، فكان صلى الله عليه: المتزكي في صلاته، والمتصدق في ركوعه، دون جميع أهل دهره.

  وسألت: لم جاء الوحي لجماعة، وإنما هو واحد؟

  وهذا من لغة العرب صحيح جيد؛ لأن الواحد من العرب يقول: فعلنا، وضعنا، وإنما يريد نفسه، والله سبحانه يقول: {إنا نحن نحيي ونميت}⁣[ق: ٤٣]، وليس أحد يحيي ويميت إلا الله تبارك وتعالى؛ فجاز أن يقول: إنا نحن، وإن كان واحدا كما قال: {إنا أنزلنا الكتاب}، وهذا فصيح في اللغة حسن، وكما قال سليمان صلى الله عليه: {ياأيها الناس علمنا منطق الطير}⁣[النمل: ١٦]، فقال: علمنا منطق الطير، فخرج لفظه يدل على أنهم: جماعة علموا ذلك، ولم يكن أحد في عصره علم ذلك إلا هو وحده؛ فهذا حجة فيما سألت عنه، ومبين لذلك إن شاء الله.

  وقال الإمام المؤيد بالله # في كتاب التبصرة في سياق الاستدلال على إمامة أمير المؤمنين #: