تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55}

صفحة 330 - الجزء 1

  وقد دل الله تعالى على ذلك في محكم كتابه، فقال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، ولم يرو في أحد أنه زكى وهو راكع غيره، فنزلت هذه الآية فيه، إلا في علي #، فثبتت الولاية له.

  فإن قيل: ما أنكرتم أن تكون الآية عامة في جميع المؤمنين؟

  قيل له: لا يجوز ذلك؛ لأنه تعالى أثبت الولي والمولى عليه؛ لأنه قال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}؛ فوجب أن يكون الولي غير المولى من هو ولي عليه، فثبت أن الآية خاصة، وإذا ثبت ذلك ثبت أنها في علي #؛ إذ لم يدع أحد أنها خاصة في غيره ... (إلى آخر كلامه #).

  وقال في كتاب حقائق المعرفة:

  فهذه الآية خاصة لعلي أمير المؤمنين #؛ إذ لا يكون الولي إلا غير المولى عليه.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة # بعد ذكره لهذه الآية:

  وهو # المراد بقوله: {الذين آمنوا}؛ بإجماع العترة على ذلك، وعلى أنه الذي آتى الزكاة راكعا، واستفاض بذلك الخبر، ونحن نرويه بالإسناد الصحيح، فأثبت الله تعالى له الولاء على الكافة، كما أثبتها لنفسه ولرسوله #، وهي: ملك التصرف فيهم، والرئاسة عليهم ... (إلى آخر كلامه #).

  وقد ذكر الآية في موضع آخر من الكتاب، وبسط الكلام حولها؛ فليرجع إليها.

  وقد ذكر الآية أيضا في كتاب شرح الرسالة الناصحة، وحكى إجماع أهل النقل على أنها نزلت في أمير المؤمنين #، وأنه المصدق بخاتمه في حال ركوعه، دون غيره.