تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون 90}

صفحة 343 - الجزء 1

  وعن التعاهد لأوقات فرائض الصلوات يشغلهم؛ وذلك قوله سبحانه: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}.

  قال يحيى بن الحسين ~: حد الخمر: ثمانون على من شرب منها قليلا أو كثيرا، فإذا شهد على شاربها رجلان أنهما رأياه يشربها، أو شما منه في نكهته رائحتها، وجب عليه الحد: ثمانون سوطا؛ وكذلك بلغنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه قال لعمر بن الخطاب، حين كان من أمره وأمر قدامة بن مظعون الجمحي ما كان، حين كان قدامة يشرب الخمر، فحده أبو هريرة في البحرين، وهو إذ ذاك وال لعمر عليها، فقدم قدامة على عمر، فشكا إليه أبا هريرة، فبعث إليه عمر، فأشخصه، فقدم أبو هريرة معه بالشهود الذين شهدوا على شرب قدامة الخمر، وكان ممن قدم معه الجارود العبدي؛ فلما قدم عليه أبو هريرة سأله عن أمر قدامة، فأخبره أنه جلده في الخمر، فسأله عمر البينة، فجاء بشهوده، فالتقى عبد الله بن عمر والجارود العبدي، فقال له عبد الله بن عمر بن الخطاب: أنت الذي شهدت على خالي أنه شرب الخمر؟ قال: نعم. قال: إذا لا تجوز شهادتك عليه. فغضب الجارود، وقال: أما والله لأجلدن خالك، أو لأكفرن أباك. فدخلوا على عمر، فشهدوا أنه ضربه في الخمر، فقال قدامة: إني أنا ليس علي في الخمر حرج، إنما أنا من اللذين قال الله: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين}، قال: وكان بدريا، ففزع عمر مما قاله قدامة، فبعث إلى علي بن أبي طالب #، فقال له: ألا تسمع إلى ما يقول قدامة. فأخبره بما قرأ من القرآن، فقال علي #: «إن الله لما حرم الخمر شكا المؤمنون إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقالوا: كيف بآبائنا وإخواننا الذين ماتوا وقتلوا وهم يشربون الخمر، وكيف بصلاتنا التي صلينا