تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون 90}

صفحة 344 - الجزء 1

  ونحن نشربها: هل قبل الله منا ومنهم أم لا؟ فأنزل الله فيهم: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم أتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين}، فكان ذلك معذرة للماضين، وحجة على الباقين، يا عمر، إن شارب الخمر إذا شربها انتشى، وإذا انتشى هذى، وإذا هذى افترى؛ فأقم حدها حد فرية، وحد الفرية ثمانون»؛ وكذلك بلغنا عن أمير المؤمنين #: «أنه كان يضرب في شرب المسكر ثمانين». وكان يقول: «كل مسكر خمر». وبلغنا عنه #: «أنه كان يجلد في قليل ما أسكر كثيره كما يجلد في الكثير».

  حدثني أبي عن أبيه أنه قال: حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن حسين بن عبد الله بن ضميره، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب #: أنه كان يجلد فيما أسكر قليله كما يجلد فيما أسكر كثيره.

  وحدثني أبي عن أبيه: أنه سئل عن المسكر، فقال: كلما أسكر كثيره فقليله حرام؛ وكذلك روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ قال يحيى بن الحسين ¥: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «كلما أسكر كثيره فالذوق منه حرام».

  قال يحيى بن الحسين ¥: وما حرم الله شربه لزم شاربه حد، وحدثني أبي عن أبيه: أنه قال: بلغنا عن أمير المؤمنين ¥ أنه كان يقول: «لا أجد أحدا يشرب خمرا، ولا نبيذا مسكرا إلا جلدته الحد ثمانين».