قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون 105}
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد #:
  قد اختلف في معناها، فقال عبد الله بن الحسين صنو الهادي # ما معناه: إن المسلمين كانوا يدعون الذين ضربت عليهم الجزية من أهل الكتاب إلى الإسلام، ويشددون عليهم، فأنزل الله الآية. ومنهم من قال: هي موقوفة حتى يعمل بها في آخر الزمان. ومنهم من قال: تأويلها إلى يوم القيامة. ومنهم من قال: قد مضى تأويلها، وإنما كانت صدر الإسلام قبل الأمر بالجهاد.
  (إلى أن قال، أي الإمام القاسم بن محمد #:)
  فمعنى قوله تعالى: {عليكم أنفسكم}: كفوا أنفسكم وألزموها.
  (إلى قوله:)
  وقوله تعالى: {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}[المائدة: ١٠٥] جواب: {عليكم أنفسكم}، مجزوم بـ «أن» مقدرة بعد ذلك، والحركة على الراء في قوله تعالى: {لا يضركم} لالتقاء الساكنين، وجعلت ضمة للاتباع، وذلك شائع في لغة العرب، والمعنى: أن ضلال من ضل لا يضر المؤمنين إذا اهتدوا، وكفوا أنفسهم عن المحارم، بخلاف ما لو لم يكن منهم ذلك فإنه يضرهم ضلالهم؛ لأنهم يكونون مشاركين لهم فيه، وأهل قدوتهم، حيث قرروهم عليه بالسكوت عنهم، ... (إلى آخر كلامه #).