تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم}

صفحة 376 - الجزء 1

  فتنا الذين من قبلهم}، يعني: ولقد ابتلينا الذين من قبلهم، وقال لموسى صلى الله عليه: {وفتناك فتونا}، يعني: ابتليناك؛ لأن الله ø لا يفتن نبيه، وإنما يريد بالفتنة للنبي صلى الله عليه: المحنة، وفي حم الدخان: {ولقد فتنا الذين من قبلهم}، يعني: ولقد امتحنا الذين من قبلهم، يعني: قوم فرعون.

  والوجه الرابع: يعني به: العذاب، وذلك قوله ø: {فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله} يعني: جعل عذاب الناس في الدنيا كعذاب الله في الآخرة، نزلت في عباس بن ربيعة، أخي أبي جهل لعنه الله؛ الآية نظيرها في النحل، حيث يقول: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا}، يعني: من بعد ما عذبوا في الدنيا.

  والوجه الخامس: يعني به: الإحراق بالنار في الدنيا، فذلك قوله في السماء ذات البروج: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات}، يعني: الذين حرقوا المؤمنين والمؤمنات في الدنيا، وقال في سورة الذاريات: {يوم هم على النار يفتنون}، يعني: يعذبون ويحرقون بالنار في الآخرة، {ذوقوا فتنكم}، يعني: حريقكم بالنار؛ والآخرة ليس فيها فتن مثل فتن الدنيا، وهذا دليل لمن عقل.

  والوجه السادس من الفتنة: يعني به القتل، وذلك قوله سبحانه في سورة النساء: {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا}، يقول: إن خفتم أن يقتلكم الذين كفروا، وكقوله في سورة يونس صلى الله عليه: {على خوف من فرعون وملائه أن يفتنهم}، أي: يقتلهم.

  والوجه السابع من الفتنة: الصد، وذلك قوله في سورة المائدة: {واحذرهم أن يفتنوك}، يقول: أن يصدوك عن بعض ما أنزل الله إليك، وقال في سورة بني إسرائيل: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك}، يعني: ليصدونك.

  والوجه الثامن من الفتنة: يعني به الضلالة، فذلك قوله ø في سورة