قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم}
  لا تعلمه أنت من فعلهم، حتى يجازيهم عليه في يوم حشرهم، ويبدي عليهم فضائح ما كان من ضمائرهم.
  · قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}[الأنعام: ١٠٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي # في جوابه على ابن الحنفية ما لفظه:
  فأما قوله تبارك وتعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم}، فإن هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام المخزومي لعنه الله، وذلك أنه لقي أبا طالب عم رسول الله ÷، فقال: يا أبا طالب، إن ابن أخيك يشتم آلهتنا، ويقع في أدياننا، واللات والعزى لئن لم يكف عن شتمه آلهتنا لنشتمن إلهه. فأنزل الله في ذلك ما ذكر في أول هذه الآية؛ تأديبا للمؤمنين؛ فأمرهم بالكف عن شتم أصنام المشركين؛ لكيلا يجترئوا بغير علم على شتم رب العالمين.
  وأما ما احتج به الحسن بن محمد في الآيات المنزلات: آية النمل، وآية الأنعام، وآية حم السجدة، وما ذكر فيهن ذو الجلال والإكرام، من قوله: {زينا}، و {قيضنا}، فإن ذلك من الله هو: الإمهال، وترك المغافصة لهم بقطع الآجال، وما كان في ذلك منه لأهل الجهل من التبري منهم، والخذل منه سبحانه لمن عشا عن ذكر ربه منهم، فلما أن أمهلوا، وعلى ما هم عليه من الشرك والكفر تركوا، وبالعقوبات لم يعاجلوا، وأملي لهم ليرجعوا، فتمادوا ولم ينيبوا، ورأوا من إمهال الله وتأخيره لهم، وصرف ما عاجل به غيرهم، من القرون الماضية، والأمم الخالية، من ثمود وعاد، وفرعون ذي الأوتاد، وقوم نوح، وقوم لوط، وأصحاب الرس والأيكة، وقوم تبع والمؤتفكة، وغير ذلك من القرون المهلكة؛