قوله تعالى: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون 123}
  تتركون ما ذبح الله، فلا تأكلونه، وما ذبحتم أنتم أكلتموه، والميتة فإنما هي ذبيحة الله»؛ فأنزل الله سبحانه: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه}؛ فحرم بذلك الميتة، وما ذبحت الجاهلية لغير الله. ثم قال: {وإنه لفسق} يريد: أن كل ما لم يذكر اسم الله عليه لمعصية ... (إلى آخر كلامه #).
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألته: عن معنى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم}؟
  ومعنى إيحاء الشياطين هو: إلقاء الشياطين للمجادلة للمؤمنين، والشياطين كما قال الله سبحانه: فقد تكون من الجن والإنس، وما يلقون إلى أوليائهم من المجادلة - من زخرف القول واللبس، كما قال الله سبحانه: {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون}[الأنعام: ١١٢]، يريد سبحانه بقوله: {فذرهم وما يفترون}: من الخزي بزخرف القول وغروره وما يقولون؛ فسيعلمون من بعد ما هم فيه من دنياهم - إلى أي منقلب ينقلبون.
  · قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ١٢٣}[الأنعام: ١٢٣]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  فقولنا في ذلك: أن جعل الله لهم هو: خلقه لهم، وتصويرهم في كل قرية كما صور غيرهم. وأما قوله: {ليمكروا} فإنما أراد الله سبحانه: لأن لا يمكروا؛ فطرح «لا» وهو يريدها؛ استخفافا لها، والقرآن فبلسان العرب نزل؛ وهذا تفعله العرب، تطرح «لا» وهي تريدها، وتأتي بها وهي لا تريدها، فيخرج اللفظ بخلاف المعنى: يخرج اللفظ لفظ نفي، وهو إيجاب، ويخرج لفظ إيجاب،