تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون 125}

صفحة 425 - الجزء 1

  {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ۝ مالكم كيف تحكمون} فإنه قال سبحانه: أفنحكم لهؤلاء كما تحكمون أنتم؛ فساء ما تحكمون؛ فهؤلاء الذين أراد: أن يحكم عليهم بالضلال؛ لفسقهم وكفرهم، وظلمهم - تركهم وخذلهم، فضاقت صدورهم بخذلان الله إياهم، فحكم عليهم بضيق الصدور، وحرجها، ومخالفتها صدور من شرح صدره للإسلام، ممن قبل أمره وطاعته؛ فهذا الجعل من الله جعل حكم، لا جعل خلق وفطرة، وكذلك يقول الناس: «قد جعلت فلانا وكيلي، وجعلته وصيي»، والله خلقه، وهذا حكم له بالوصية والوكالة، وهذا - والحمد لله - واضح ... (إلى آخر كلامه #).

  وقال في كتاب حقائق المعرفة:

  وأما قول الله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا}⁣[الأنعام: ١٢٥]، فالمراد به: ما ذكرنا من الجزاء، والزيادة في الدنيا للمؤمنين، من سعة الصدور واليقين، والرحمة للمؤمنين.

  ومن كفر أو فسق، وعند عن الحق - جزاه الله على فعاله، وجعله ضيق الصدر. وليس جعل حتم وجبر؛ لكنه جعل حكم وإرسال، وزيادة في الأعمار والأموال، والأولاد وسلامة الأحوال.

  والمراد بالآية: أن الله وسع صدر المؤمن [العالم] بالعلم، وترك الآخر على أصله؛ لأن أصله الجهل؛ وقد قيل: العلم سعة، والجهل ضيق.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:

  قوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}⁣[الأنعام: ١٢٥]، معنى {يهديه} هاهنا: يوفقه ويسدده، بعد قبوله الهداية الأولى؛ فيكون زيادة التوفيق والتسديد ثوابا؛ وشرح الصدر: توسيعه. {ومن يرد أن يضله} بسلبه التوفيق والتسديد؛ عقوبة له على فعله. {يجعل صدره ضيقا حرجا}؛ تأكيدا للضيق،