تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم 16}

صفحة 439 - الجزء 1

  مطيع ومنهم عاص باختيارهم، وأنه سبحانه يقبل التوبة من تائبهم، إذا تاب وأصلح، وأخلص التوبة وراجع؛ فلما كان منه ما كان من أكل الشجرة - ذكر ما كان الله قد أعلمه من القبول للتوبة، فقالا: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}⁣[الأعراف: ٢٣]؛ فهذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ~.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن علي العياني #:

  وسألت عن: إبليس، وامتناعه من السجود، وما ذكر الله سبحانه، فقال: {إلا إبليس لم يكن من الساجدين ١١

  الجواب: اعلم - أحسن الله عونك - أن الله ندب ملائكته وإبليس اللعين إلى السجود لآدم، والمعنى: بسبب خلق آدم؛ شكرا لخالقه، ولما أراهم في آدم من بديع صنعته؛ إذ خلقه ترابا، ثم رده بشرا حيا واعيا، حسنا بهيا، فسجد الملائكة؛ شكرا لخالقهم، ولما أمرهم به، وعصى الشيطان خالقه؛ حسدا لآدم، وبغضا له؛ فألزمه الحسد عصيان خالقه، وهو عارف بذلك من نفسه، وسأل ربه النظرة بالعذاب الذي علم أنه قد استحقه؛ فأنظره الله - جل اسمه - إلى يوم البعث، كما وعده، ولم يكن استنظار اللعين - من موت؛ لأن الجن خلق معمرون، خلقهم الله جميعا، ويميتهم إذا شاء جميعا؛ فهذا معنى ما سألت عنه.

  · قوله تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ١٦}⁣[الأعراف: ١٦]

  قال في كتاب ينابيع النصيحة:

  قيل: أغويتني: معناه خيبتني من رحمتك وجنتك، والإغواء: التخييب. وقيل: جعلتني في العذاب بمصيري إليه بحكمك. وقيل: اغويتني: أي حكمت