قوله تعالى: {قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون 187}
  ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين ١٨٩ فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ١٩٠ أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ...} إلى آخر الآية [الأعراف: ١٨٩ - ١٩١]؟
  الجواب عن ذلك: أن هذه الآية في آدم وحواء @. وأما شركهما فإنما هو: استخدام ولدهما في منافع الدنيا، وهو شرك لغوي لا شرعي، ولم يفرغاه لعبادة الله تعالى.
  وقوله: {أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون}[الأعراف: ١٩١] فأراد: أن أعمال الدنيا لا تبقى كأعمال الآخرة، وأن المعبود من دون الله لا يخلق شيئا، فأعاد الخطاب إلى من يعبد الأصنام، وإن لم يسبق له ذكر، ومثل هذا موجود في القرآن.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألته: عن قول الله سبحانه: {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما}؟
  فهو: ما وهب لهما من ولدهما وأعطاهما، جعلا [له] فيما أحسب بين الله وبينهما، يعبد الله ويحرث الحرث.
  وقد يذكر في التوراة: أنهما سمياه عبد الحارث، وقالوا: إن الحارث هو إبليس، فيما أحسب؛ وهم وهمته اليهود في التفسير، فقالت فيه بالتلبيس، وأدخلوا مكان «ما جعلاه له من الحرث»: عبد الحارث، فجعلوه عبدا لما جعلاه، ولم يفرقوا فيه بين الحرث والحارث؛ ألا ترى كيف يقول سبحانه: {فلما آتاهما صالحا} يعني: ولدا ذكرا {جعلا له شركاء} منه {فيما آتاهما}، يريد تبارك وتعالى: نصيبا فيما أعطاهما، من صالح الولد، فجعلاه بينهما وبين التعبد؛ ألا ترى لقوله سبحانه فيه