تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين 189 فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون 190}

صفحة 474 - الجزء 1

  إذا: يسلماه كله إليه: {فتعالى الله عما يشركون}⁣[الأعراف: ١٩٠]، يقول: فتعالى الله أن يكون هو وهم في شيء من الأشياء مشتركون، كما قال في أهل الجاهلية: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} - يعني: شريكا - {فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون}⁣[الأنعام: ١٣٦]، وكذلك قال الله تبارك وتعالى: {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا} - يعني: شريكا - {مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون}⁣[النحل: ٥٦]. وليس يتوهم الشرك عليهما بالله، إلا من لا علم له فيهما بأمر الله.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  عن قول الله تبارك وتعالى: {جعلا له شركاء فيما أتاهما

  فقال: إن آدم وحواء صلى الله عليهما لما أن أسكنهما الله الجنة التي ذكر في كتابه، نظر آدم صلى الله عليه إلى خلقه، ونظر إلى خلق حواء @، فقال: لئن آتيتنا ولدا على مثل خلق آدم لنخلينه لعبادتك وطاعتك، فلما أن رزقهما الله تبارك وتعالى ولدا ذكرا، وشب ذلك الغلام وكبر - لم يستغن عنه أبوه في معونته في حرثه وزرعه، وجميع مرافقه، فاستخدمه يوما، وخلاه لعبادة ربه يوما، فكان على ذلك فعله، فأنزل الله تبارك وتعالى قرآنا، وهو قوله: {جعلا له شركاء فيما آتاهما}، لا ما يقول به الجاهلون، القائلون على الله ما لا يعلمون.