تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير 41}

صفحة 487 - الجزء 1

  رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم؛ لمكانك الذي وضعك الله به منهم؛ أرأيت إخواننا من بني المطلب، أعطيتهم ومنعتنا، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام، إنما بنو هاشم وبنو المطلب كهاتين»، ثم شبك بين أصابعه؛ فلذلك قلنا: إنه لا يجوز أن يقسم على غير هؤلاء الأربعة البطون؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يذكر: أنه قسم لغيرهم، إلا أن يكون بني المطلب، فقد يمكن أن يكون قسم لبني المطلب عطاء منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لهم، وهبة وشكرا على ما كان من قديم فعلهم، وصبرهم معه واجتهادهم، لا على أنه سهم لهم فيه، والإمام في ذلك موفق ينظر فيه بنور الله وتسديده.

  قال يحيى بن الحسين ¥: وإنما يجب ما ذكر الله من سدس خمس الغنيمة لمن سماه الله من قربى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهم هؤلاء الأربعة البطون الذين سمينا - إذا كانوا كلهم للحق تابعين، ولإمام المسلمين ناصرين، سامعين مطيعين، مواسين صابرين، موالين للحق والمحقين، معادين للباطل والمبطلين، فأما من كان من هؤلاء كلهم غير متبع ولا مجتهد، وكان عاندا عن الصدق، منحرفا عن إمام الحق - فلا حق له في ذلك، ولا نصيب له مع أولئك، إلا أن يتوب إلى الله من خطيئته، ويظهر للإمام ما أحدث من توبته، فيكون له - إن كان منه ذلك - أسوة غيره من الرجال، في حكم الله سبحانه وفي المال. وأما سهم اليتامى، وسهم المساكين، وسهم ابن السبيل: فإن يتامى آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومساكينهم، وابن سبيلهم - أولى بذلك من غيرهم، فإذا لم يكن في آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتيم، ولا مسكين، ولا ابن سبيل - رد ذلك على أقرب أبناء المهاجرين إلى رسول رب العالمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكلما استغنى قوم أقرب إلى رسول الله