قوله تعالى: {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته}
  وقلت: هل قال هذا الكلام اليهود الذين في زمان محمد ÷؟ أم اليهود الذين كانوا قبلهم؟ وقلت: إن كان القول من اليهود الذين كانوا في سالف الدهر، كيف نسب فعل أولئك إلى من بعدهم؟
  والذي قال هذا الكلام - يرحمك الله - فهم اليهود الأولون والآخرون، مقالتهم واحدة، متفقون على الباطل والمحال، ويصيرون بكفرهم إلى شر حال، ولو لم يقل هذه المقالة الآخرون، وهم على منهاج الأولين - لانتظمهم من الذم ما انتظم الأولين، ويكونون جميعا عند الله من المذمومين؛ لأنهم إذا رضوا بفعلهم، وكانوا قدوة لهم، فهم داخلون في دينهم، منتسبون إلى ما ينتسب إليه أولئك من فعلهم؛ ألا تسمع كيف يقول الله سبحانه لهم: {قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم} - كما تقولون - {مؤمنين}، وهم لم يقتلوا أنبياء الله ø؛ ولكن رضوا بقتل آبائهم لأنبياء الله، وصوبوا فعلهم، فكانوا برضائهم من القاتلين، وبتصويبهم لفعل من مضى من المشاركين؛ ألا تسمع كيف قال أمير المؤمنين ~: «إنه سيدخل في حربنا هذه من في أصلاب الرجال، وأرحام النساء»، وإنما أراد بذلك رحمة الله عليه: الرضا والسخط، وما يكون ممن بعدهم، من التصويب لفعلهم، والتخطئة لهم؛ فيكونوا بالتصويب والرضا من المؤمنين الأولياء، وبالتخطئة لهم من أهل العداوة والبغضاء.
  · قوله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ}[البقرة: ٨١]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي #، في سياق كلام ما لفظه:
  فقال #: الذي أحاطت به خطيئته: الذي يموت، وليست له توبة.