قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا}
  انظرنا واسمعوا}، فقلت: ما معنى راعنا، وانظرنا؟
  قال محمد بن يحيى #: راعنا فهي: كلمة كانت تقولها العرب لمحمد ÷، فعابها الله من قولهم؛ لأنها كلمة فضة جافية، اشتقوها من طريق الرعنة، يريدون بذلك: راعنا، واصغ إلى قولنا، واسمع منا؛ فكره الله سبحانه ذلك من قولهم، فأمرهم أن يقولوا: انظرنا، أي: انظر إلينا، والنظر فهو: من طريق التعطف والرحمة، وقوله: {واسمعوا}، أي: اسمعوا لما يعظكم الله به ورسوله، واقبلوه.
  وقال في مجموع الإمام القاسم بن محمد # في سياق كلام ما لفظه:
  وكذلك قول المسلمين لرسول الله - صلى الله عليه وآله -: {راعنا}، أي: امهلنا لنتعرف ما تملي علينا من العلم، هو في الأصل قربة، لما كان طلبا لسبب فهم العلم، فصار معصية لما كان ذريعة لليهود إلى سب رسول الله - صلى الله عليه وآله -؛ وذلك أن لفظ: «راعنا» كانت كلمة سب عند اليهود، فكانوا يسبونه بها جهارا، فنهاهم الله عن ذلك، فأمرهم أن يقولوا بما يؤدي معناه، وهو قوله تعالى: {وقولوا انظرنا}.
  وقال في كتاب حقائق المعرفة:
  وتأويل قوله: {لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا} روي عن ابن عباس: أن «راعنا» عند اليهود كلمة ذم، وهي عند العرب بمعنى: انظرنا، ويقول القائل منهم: أرعني سمعك، والمعنى: اسمع مني. فكانت اليهود يأتون إلى النبيء ÷، فيقولون: راعنا، وأرعنا سمعك. وغرضهم السب له بلسانهم، فإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: قد كنا نسب محمدا سرا، فقد صرنا نسبه علنا؛ فأنزل الله هذ الآية، وخاطب بها المؤمنين؛ لئلا يتشبه بهم اليهود إذا قالوا: راعنا.