قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا}
  وهذا ظاهر؛ فكيف يرضاه الله ø، أو يأذن فيه، فهذا الذي علمناه من سلفنا $، وإن كانت الألفاظ تختلف، ولكنه يعود إلى ما قلنا؛ فهذا ما عندنا في ذلك، وجعلناه إشارة تدل على ما جانسه.
  وقال في مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق # ما لفظه:
  وكذلك قال سبحانه في هاروت وماروت ومن يتعلم منهما: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}، يريد سبحانه: بتخلية الله لهم؛ لإثبات الحجة عليهم؛ إذ قد مكنهم من العمل والفعل، ثم أمرهم بتقواهم، وبصرهم غيهم وهداهم، وعن تعليم السحر وتعلمه نهاهم، فإن ائتمروا، وتعليم السحر وتعلمه تركوا - أنيلوا الثواب، وإن أبوا، وما نهوا عنه تخيروا - وجب عليهم بفعلهم العقاب، وحرموا بذلك من الله الثواب.
  وقال في كتاب البساط:
  فمعنى: {وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}: إلا بعلم الله وتخليته لهم، فهذا معنى جهلته المجبرة، ويتعالى الله عن الأمر بما نهى عنه علوا كبيرا؛ قال سبحانه منكرا على من نسبه إلى مثل ذلك: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء}، إلى قوله: {وادعوه مخلصين له الدين} ... الآية؛ فمعنى {فادعوه}: فاعبدوه. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله أجمعين.
  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}[البقرة: ١٠٤]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:
  وسألت عن قول الله سبحانه: {يا أيها الذين أمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا