قوله تعالى: {وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين 42}
  عذاب أليم قال} - يوسف: - {هي راودتني عن نفسي}[يوسف: ٢٥، ٢٦]، فتحير الملك، واشتبه عليه الأمر، وكثر فيه القول، فذكر بعض الرواة: أن الذي حكم في ذلك صبي صغير كان في المهد، واختلف فيه، والذي صح عندنا في ذلك: أنه كان صبيا قد عقل، وهو من أبناء خمس سنين، أو شبيه بها، فأتي به إلى الملك، فقال: {إن كان قميصه قد من قبل فصدقت} هي فيما ذكرت، من مراودته لها عن نفسها، {وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت} هي فيما ادعت، {وهو من الصادقين} في قوله، ومراودتها له عن نفسه، فأتي بالقميص إلى الملك؛ فنظر إليه، فإذا هو مقدود من دبره؛ فقال: {إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم}[يوسف: ٢٨]. ثم بدا لهم من بعد ذلك، فألقي في السجن، وكان في السجن رجلان من خدم الملك، فلما كان من إعلامه لهما بتأويل رؤياهما على الحقيقة بعينها، فلما رأى الملك رؤياه - أتى أحد الرجلين إلى يوسف، فقص عليه ذلك، فأخبره بتأويله، فلما انتهى ذلك إلى الملك - بعث إلى النسوة يسألهن عن خبره، فـ {قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين} فيما تبرأ منه وأنكره؛ {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم}[يوسف: ٥١ - ٥٣]؛ فهذا ما كان من خبره #.
  · قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ٤٢}[يوسف: ٤٢]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته: عن قول الله سبحانه: {وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين}؟