تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين 75 وإنها لبسبيل مقيم 76 إن في ذلك لآية للمؤمنين 77}

صفحة 53 - الجزء 2

  فأما السلطان الذي ذكر الله ø أنه ليس له على المؤمنين، في قوله: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} - فهو: ما علم من المؤمنين، من طرده ودحره، وترك طاعته في وسوسته وأمره، وأنهم لا يجعلون له عليهم سلطانا بشيء من الطاعة له، من العصيان لربهم، وأنهم لا يزالون مؤثرين لطاعة الرحمن، محترسين من الشيطان بتلاوة القرآن، والاعتصام بذي الجلال المنان؛ فهم أبدا لله مراقبون، وفي طاعته ساعون، وللشيطان اللعين معادون، كما أمرهم ربهم حين يقول: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}⁣[فاطر: ٦]، وفي كل ما أمرهم به مخالفون؛ فأولئك هم المهتدون، الذين على ربهم يتوكلون؛ فليس له على هؤلاء سلطان، وإنما سلطانه على الذين يتولونه، والذين هم به مشركون. وكذلك سلطانه على أوليائه، وهو: دعاؤه لهم، وإغواؤه إياهم، وقبولهم منه، ومثابرتهم عليه، فلما أن قبلوا منه ولم يعصوه - كانت طاعتهم له: السلطان له عليهم إذ أطاعوه، وفي دعائه اتبعوه. تم جواب مسألته.

  · قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ٧٥ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ٧٦ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ٧٧}⁣[الحجر: ٧٥، ٧٦ - ٧٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم # ما لفظه:

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: تأويل هذه الآية في أولها، وهو الشاهد على آخرها، قوله سبحانه: {فأخذتهم الصيحة مشرقين ٧٣ فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ٧٤ إن في ذلك لآيات للمتوسمين ٧٥ وإنها لبسبيل مقيم ٧٦ إن في ذلك لآية للمؤمنين ٧٧}، وهي: القرية التي عصى الله أهلها، وكذبوا نبيه، فأمطر الله عليهم حجارة من سجيل كما ذكر، فأهلكهم بها، وطحنت الحجارة دورهم، وغيرت ما كان من