قوله تعالى: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين 78}
  حالهم. ثم قال سبحانه: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين ٧٥}، فأخبر: أن ما كان من فعله ø بهم، وإمطار الحجارة عليهم - آيات للمتوسمين؛ والمتوسمون فهم: ذوو العقول والفكر والتمييز؛ لأن العرب تسمي المتوسم: ما تفكر فيه وتبين وعرف، فتقول: «توسمت فيه الخير» , وتقول: «توسمت فيه الشر»، فقال ø: إن في ما فعلت بهؤلاء المبطلين - لآيات لمن عقل وفكر وميز من المتوسمين الناظرين. ثم قال: {وإنها لبسبيل مقيم ٧٦}، والسبيل: فهو الطريق، وهي: قرية على طريق الشام، يختلف الناس عليها من الشام إلى الحرمين، ويرون فيها من آثار عقوبة الله سبحانه، وما نزل بها من الخراب والدمار؛ فحذر الله سبحانه مشركي قريش: من قد رأى تلك الدار، واختلف عليها - ما نزل بأهل البلد وبها، عند عصيانهم الله سبحانه. ثم قال: {إن في ذلك لآية للمؤمنين ٧٧}، معنى «آية للمؤمنين»: أي: عبرة وتحذيرا للمؤمنين؛ لأن أهل الإيمان لهم قلوب خاشعة، ونفوس إلى الله مقبلة، فذكر الله ø أنهم يعتبرون بها، ويتفكرون فيما نزل بأهلها.
  · قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ ٧٨}[الحجر: ٧٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الأيكة: اسم من أسماء الشجر، إذا عظمت الشجرة، فجازت إلى الغاية من العظم، التي هي في الكبر النهاية، فقيل لها: الأيكة؛ فيشبه - والله أعلم -: أن تكون هذه الأيكة من الشجر، كان يعبدها قوم شعيب صلى الله عليه، كما يعبدون الأصنام التي ينحتون من الشجر، وقد قال بعض المفسرين: إن الأيكة: اسم القرية التي كانوا يسكنون.