قوله تعالى: {وإنهما لبإمام مبين 79}
  وأساء، واجترأ على الله ورسوله، واستهزأ بدينه؛ وأحسب - والله أعلم -: أنهم النفر الذين استهزءوا بأمر الله وبرسوله في غزوة تبوك، وقالوا: {إنما كنا نخوض ونلعب}[التوبة: ٦٥]، فأكذبهم الله، وأنزل فيهم: {ولقد قالوا كلمة الكفر}[التوبة: ٧٣]، فدعاهم بذلك: كافرين.
  ومعنى قوله: {الذين جعلوا القرآن عضين ٩١} - فهي: كلمة كانت قريش تقولها، وتهزءوا فيها بالنبي صلى الله عليه وآله وبالقرآن؛ كانوا إذا قرأ عليهم القرآن ووعظهم - قالوا: يعضنا بقراءته، فيقلبون الظاء: ضادا؛ استهزاء وعبثا، وجرأة على الله وكفرا؛ فأخبر الله سبحانه بما أنزل عليهم وفيهم، من السخط والغضب، وأبدا من فضيحتهم، وأطلع عليه نبيهم من سرهم، وأنزل فيهم هذا العيب في القرآن؛ فهذا معنى قوله: {كما أنزلنا على المقتسمين ٩٠}.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {الذين جعلوا القرآن عضين}، فقلت: ما تفسير ذلك؟
  قال محمد بن يحيى ¥: هم: نفر من قريش، كانوا يقولون إذ قرأ رسول الله عليه وآله السلام عليهم القرآن: «يعضنا»، وكانوا يقولون: «هذا عضين»، يريدون: هذه عظة، فيستهزؤون بالقرآن، ويجعلون الظاء: ضادا، ويزيدون فيها: الياء، والنون؛ استهزاء منهم واستخفافا، بما جاء به خاتم النبيين عليه وآله السلام.