قوله تعالى: {وإنهما لبإمام مبين 79}
  · قوله تعالى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ٧٩}[الحجر: ٧٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألني عن: قول الله سبحانه: {وإنهما لبإمام مبين}؟
  فقلت: هما: قريتان أهلكتا ودمرتا؛ لما طغتا وعصتا، فكانتا على طريق قريش في الرحلتين: رحلة الشتاء والصيف؛ والإمام فهو: الطريق الواضح، والأعلام التي يستدل بها على مسالكهما ومياههما، فذكر الله أمرهما احتجاجا على من خالفه، ممن يفعل كفعلهما من عصيان ربه، ومخالفة خالقه، فقال: {وإنهما لبإمام مبين}: ترونهما، وترون في كل رحلة آثار قدرتنا عليهما، وأخذنا لهما بما كان منهما، من البغي والعصيان، من مثل ما أنتم عليه من مخالفة الرحمن.
  · قوله تعالى: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ٩٠ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ٩١}[الحجر: ٩٠ - ٩١]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {كما أنزلنا على المقتسمين ٩٠ الذين جعلوا القرآن عضين ٩١}؟
  فقال: معنى قوله: {كما أنزلنا على المقتسمين ٩٠}، يريد: أنا ننزل بهؤلاء من اللعنة والفضيحة، والحكم بالكفر والوعيد بالنار في الآخرة، من بعد الهتك لهم في الدنيا - مثل ما أنزلنا بالمقتسمين، فقامت «على» مقام: الباء؛ و «المقتسمين» فهم: الذين كانوا يقتسمون بالأزلام، من قريش وأتباعها؛ وهؤلاء الذين مثلوا بالمقتسمين فهم: من عصى الله ورسوله، وبغى وطغى، ممن عصى بعد أولئك