تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإنهما لبإمام مبين 79}

صفحة 55 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ٧٩}⁣[الحجر: ٧٩]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألني عن: قول الله سبحانه: {وإنهما لبإمام مبين

  فقلت: هما: قريتان أهلكتا ودمرتا؛ لما طغتا وعصتا، فكانتا على طريق قريش في الرحلتين: رحلة الشتاء والصيف؛ والإمام فهو: الطريق الواضح، والأعلام التي يستدل بها على مسالكهما ومياههما، فذكر الله أمرهما احتجاجا على من خالفه، ممن يفعل كفعلهما من عصيان ربه، ومخالفة خالقه، فقال: {وإنهما لبإمام مبين}: ترونهما، وترون في كل رحلة آثار قدرتنا عليهما، وأخذنا لهما بما كان منهما، من البغي والعصيان، من مثل ما أنتم عليه من مخالفة الرحمن.

  · قوله تعالى: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ٩٠ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ٩١}⁣[الحجر: ٩٠ - ٩١]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {كما أنزلنا على المقتسمين ٩٠ الذين جعلوا القرآن عضين ٩١

  فقال: معنى قوله: {كما أنزلنا على المقتسمين ٩٠}، يريد: أنا ننزل بهؤلاء من اللعنة والفضيحة، والحكم بالكفر والوعيد بالنار في الآخرة، من بعد الهتك لهم في الدنيا - مثل ما أنزلنا بالمقتسمين، فقامت «على» مقام: الباء؛ و «المقتسمين» فهم: الذين كانوا يقتسمون بالأزلام، من قريش وأتباعها؛ وهؤلاء الذين مثلوا بالمقتسمين فهم: من عصى الله ورسوله، وبغى وطغى، ممن عصى بعد أولئك