تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل}

صفحة 61 - الجزء 2

  للناس؛ قال: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس}⁣[النحل: ٤٤]، وأخبر الله ø أن أهله سيسألون من بعده، فقال: {وسوف تسألون}⁣[الزخرف: ٤٤]؛ فجعل عندهم علم القرآن، وأمر الناس بمسألتهم، وقال: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، والذكر: هو القرآن، وقال: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}⁣[النحل: ٤٤]، ولم يأمر المسلمين: أن يسألوا اليهود والنصارى؛ وكيف يأمر الله أن نسأل اليهود والنصارى؟! أو ينبغي لنا أن نصدقهم إذا قالوا؟! لأنا إذا سألناهم جعلوا اليهودية والنصرانية خيرا من الإسلام، فلم يكن الله ليأمرنا بمسألتهم، ثم ينهانا عن تصديقهم؛ إنما أمرنا أن نسأل الذين يعلمون، ثم أمرنا أن نصدقهم ونطيعهم؛ فمن كذب آل محمد في شيء وضللهم فإنما يكذب الله؛ لأن الله قد اصطفاهم وأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {فاسألوا أهل الذكر}⁣[النحل: ٤٣، الأنبياء: ٧]، ومن هم؟

  فقال: أهل العلم والفقه، وقال: وأهل الذكر: من نزل عليه كتبه، من بني إسرائيل.

  وقال في موضع آخر في سياق كلام:

  وفرض الله اتباع العلماء، فقال: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}⁣[النحل: ٤٣، الأنبياء: ٧]، وسمى الله رسوله: ذكرا، فقال: {فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا}⁣[الطلاق: ١٠]، فأهل بيته المصطفون الطاهرون العلماء - هم الذين أوجب الله سبحانه أن يسألوا، وأن يكونوا متبوعين غير تابعين ... (إلى آخر كلامه #)