قوله تعالى: {ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء}
  ولها مفسرات، فأغفلوا المحكم، وطلبوا المتشابه: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}، فأخبر سبحانه: أن له مترجمين، وبغامضه عالمين، ولحكمه مصيبين؛ ... (إلى آخر كلامه #)
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  أما قوله تعالى: {يضل من يشاء ويهدي من يشاء} فالمراد بذلك: يثيب من يشاء؛ وهو لا يشاء إثابة غير المطيع، ويعذب من يشاء؛ وهو لا يعذب إلا العاصي؛ وعلى ذلك يحمل قوله: {يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا}[البقرة: ٢٦]، معناه: يعذب به كثيرا، ويثيب به كثيرا، وكذلك يكون الحال في الآخرة، وإنما يعذبهم بذنوبهم، كما قال تعالى: {فكلا أخذنا بذنبه}[العنكبوت: ٤٠]، ويثيبهم على أفعالهم، كما قال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}[الرحمن: ٦٠]، وقوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}[الكهف: ١٧]، معناه: من أراد توفيقه وتسديده؛ لقبوله الهداية الأولى - فهو المهتدي حقا، ومن أضله عن طريق الجنة؛ عقوبة له على عصيانه في الدنيا - فلن تجد له وليا مرشدا، يدله إلى الجنة، ويدخله إياها ... (إلى آخر كلامه #) قوله تعالى: {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ١٠٠}[النحل: ١٠٠]
  قال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #:
  قوله جل ذكره: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ٩٩ إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ١٠٠}، معنى ذلك: أشركوا بالطاعة للشيطان الطاعة لله، ويؤكد البيان في ذلك - والله