قوله تعالى: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}
  · قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}[البقرة: ١٢٥]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}؟
  قال محمد بن يحيى #: معنى اتخذوا، أي: جعلوا من مقام إبراهيم مصلى، ومقامه فهو: في الصخرة بمكة عند البيت، تعني: أهل الجاهلية ومن كان بعد إبراهيم - عليه من الله الصلاة والترحيم - من ذريته، وغيرهم ممن كان يعظمه ويجله، فقال ø: كيف اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى؛ لجلالته عندهم، وتزكيته لديهم، وعظمه في قلوبهم، ويتركون ما يدعون إليه من دينه وملته، ويعبدون الأصنام من بعد معرفتهم بملته وما جاء به، وقد أيقنوا غاية الإيقان: بأن إبراهيم لم يعبد صنما قط؛ بل كان ينكرها على قومه، بكسرها، وهو بريء من عبادتها؟ فلم خالفوه وهم له بنون وتابعون، إن كانوا كما قالوا يتباركون بمقامه ويأتمون؟ وإن كانوا جاهلين بذلك: فلم لا يطلبون دينه؟ فكل هذا من الله لهم إخزاء وتوقيف، ولإبراهيم # إعظام وتشريف.
  · قوله تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}[البقرة: ١٢٨]
  قال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #:
  مسألة في معنى {واجعلنا مسلمين لك} ... الآية:
  وكذلك قد غلطت المجبرة في قول الله سبحانه: {واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}، فقولنا في ذلك: إنه لا يكون أحد مسلما حتى يجعله الله سبحانه كذلك بما يعلمه إياه، فيقبله عنه، والله ﷻ فلا يجبر أحدا على طاعته، ولا على معصيته، ولا يضطر عباده الى الإسلام؛ يدل على ذلك قوله: {لا إكراه في